صوفي لايف

النص 3: الفلسفة والعلم لراسل من المحور 2: محطات تاريخ تطور الفلسفة

  














 مجزوءة الفلسفة                                 

    المحور الثاني :   محطات في تطور الفلسفة



-III الفلسفة الغربية المعاصرة:   



   الفلسفة والعلم       نص برتراند راسل

تقديم :

غالبا ما يربط مؤرخو الفلسفة بداية الفلسفة المعاصرة ببداية المنتصف الثاني من القرن 19 م. و من أهم الأحداث التي عرفتها الفلسفة المعاصرة هناك حدثان بارزان : يتمثل الأول في الثورة العلمية في مجال العلوم الدقيقة كالرياضيات و الفيزياء والبيولوجيا . و يتمثل الثاني في ظهور ما يسمى بالعلوم الإنسانية كعلم النفس و علم الاجتماع و الأنتربولوجيا. و قد استفادت الفلسفة المعاصرة من هذين الحدثين فاتجه اهتمامها أولا إلى دراسة و نقد المعرفة العملية في إطار ما يسمى بالدراسات الأبستمولوجيا (فلسفة العلم)، و اتجه اهتمامها ثانيا إلى دراسة الإنسان والاهتمام بقضاياه الأساسية كمسألة الإدراك و الوعي و علاقتها بالعالم ، و كذلك البحث عن معنى الوجود الإنساني، و معالجة قضايا الإنسان السياسية و الاجتماعية. كما يمكن أن نشير أيضا إلى اهتمام كثير من الفلاسفة المعاصرين بنقد المفاهيم الفلسفية الكلاسيكية في محاولة منهم لتجاوز الفلسفة الميتافيزيقية و إعادة الاعتبار للجوانب المهمشة و اللامفكر فيها.

مؤلف النص :  هو برتراند راسل Bertrand Russel  (1872 – 1970 ) فيلسوف و عالم رياضي انجليزي اهتم بالدراسات المنطقية و الإبستمولوجية، كما اهتم بقضايا و مشكلات الفلسفة. من مؤلفاته: "مبادئ الرياضيات" و" مشكلات الفلسفة".

فهم النص :

·     تصبح معرفة ما علما عندما تصبح مرتكزة على أسس متينة.

·     من بين الأعمال التي يقوم بها الفيلسوف هو التفكير في مناهج العلوم، و التأمل الشمولي في القضايا المصيرية للإنسان.

·     يبدأ التفكير الفلسفي التأملي حين يصل المرء إلى مناطق الحدود و يتجاوزها و تعتبر مناطق مجهولة بالنسبة إليه.

·     الفلسفة مغامرة فكرية يستهدف من خلالها الفيلسوف  البحث عن الحقيقة لذاتها و ليس لأي غرض آخر.

    ←  من أهم القضايا التي اهتمت بها الفلسفة المعاصرة هي قضية العلاقة بين الفلسفة و العلم و رسم الحدود الفاصلة بينهما؛ فالعلم يهتم بالحاجات المباشرة و الحيوية و المادية و التقنية بينما تهتم الفلسفة بالقضايا الأخلاقية و الروحية و المصيرية للإنسان.

الإطار المفاهيمي للنص:

1 – يكون العلم علما عندما يرتكز على أسس متينة، و المقصود بالأسس المتينة هي احتواء العلم على موضوع معزول و محدد من جهة، و احتوائه على مفاهيم و مناهج تجريبية من جهة أخرى.
2- الفلسفة هي التفكير في مناطق مجهولة توجد خارج أرض العلم. و يمكن تقديم مثالين على ذلك:
- الفلسفة دراسة نقدية للمناهج العلمية.
- الفلسفة تفكير تأملي في مسار العلم و غايته.
3- الفلسفة مغامرة استكشافية تأملية تقوم بوظيفتين رئيسيتين:
 
- وظيفة أنطولوجية : استكشافية تتوجه إلى آفاق العلم و مقاصده بالنسبة للإنسان .
- وظيفة إبستيمولوجية: نقدية تتوجه إلى مسائل وقضايا منهجية في العلم.

    • جدول يقدم معلومات عن فلاسفة معاصرين :

فلاسفة معاصرون

مؤلفاتهم الأساسية

قضايا اهتموا بها

- فريدريك نيتشه F. Nietzsche (ألمانيا : 1844 – 1900 )

- إرادة القوة
- العلم المرح
- أفول الأصنام

- الأخلاق
- الحقيقة
- الوعي
- الإرادة

- إدموند هوسرل E. Husserl   
(ألمانيا : 1859 – 1938)

- بحوث منطقية
- تأملات ديكارتية
- أزمة العلم الأروبي

- الوعي و العالم الخارجي
- الفلسفة و العلم
- المنطق

- برتراند راسل (انجلترا : 1872 – 1970)

- بحث في أسس الهندسة
- بحث في الرياضيات
- النظرية العلمية.
- مشكلات الفلسفة

- تحليل المعرفة العلمية.
- قيمة الفلسفة.
- قضايا أخلاقية و سياسية

- مارتن هيدغر M. Heidegger  (ألمانيا : 1889 – 1976)

- ما الفلسفة ؟
- الوجود و الزمان 
- عن ماهية العقل
- عن ماهية الحقيقة

- تحليل المفاهيم الفلسفية
- وجود ذات الإنسان و معناه
- مسألة الحقيقة

- جان بول سارتر J. Paul sartre  ( فرنسا : 1930 – 2004 )

- الوجود و العدم 
- نقد العقل الجدلي
- الوجودية نزعة إنسانية

- و جود الإنسان في العالم 
- قضايا سياسية
- علاقة الفلسفة بالأدب

- جاك دريدا J .Derrida

- الحق في الفلسفة
- هوامش الفلسفة
- الكتابة و الاختلاف

- نقد المفاهيم
- تعليم الفلسفة
- الفلسفة و الأدب

 خلاصة محور محطات في تطور الفلسفة:

بعد أن تبين لنا في المحور الأول من المجزوءة أن ظهور الفلسفة بالمعنى الدقيق كان مسرحه بلاد اليونان القديمة، تبين لنا في المحور الثاني أن الفلسفة انتقلت إلى بلاد الإسلام، و أن المسلمين عملوا على ترجمة الكتب الفلسفة اليونانية و شرحها. غير أن هذا لا يمنع من أن الفلاسفة المسلمين اهتموا بقضايا أملتها عليهم ظروف عصرهم، ومن أبرزها إشكالية العلاقة بين الفلسفة و الدين. ثم إن الفلسفة ستنتقل من جديد إلى أوربا العصر الحديث، وسيهتم فلاسفتها كديكارت و كانط  بمسألة المنهج و بإمكانيات العقل و حدوده في المعرفة.أما الفلسفة المعاصرة فستتجه إلى معالجة قضايا واقعية وملموسة، و ستتخلى عن بناء الأنساق الفلسفية الكبرى. هكذا سيعمل الفلاسفة المعاصرون على تفكيك و نقد المفاهيم و النظريات الفلسفية التقليدية، كما سيتجه الكثير منهم إلى الاهتمام بقضايا العلم و نقد المعرفة العلمية. هكذا يتبين لنا أن الفلسفة في كل لحظة من لحظات تطورها تفتح تفكيرنا على قضايا جديدة و على طرق جديدة في التفكير و التحليل.

تعليقات حول الموضوع

مواقعنا الإجتماعية

تابعنا على الفيسبوك

اكثر المواضيع تصفحا هذا الاسبوع

اكثر المواضيع تصفحا هذا الشهر

جميع الحقوق محفوظة لمدونة صوفي لايف © 2018