المحور الثاني: الفرد والمجتمع / مفهوم المجتمع / مجزوءة الإنسان
المحور الثاني: الفرد والمجتمع
إشكال المحور:
هل يمكن تصور مجتمع بدون الأفراد الذين يكونونه..؟
أهما جوهران متمايزان أم هما وجهان لبنية واحدة..؟
1. موقف نوربرت إلياس: الفرد والمجتمع وجهان لعملة
واحدة.
صاحب النص:
نوربرت إلياس Norbert Eliasعالم اجتماع معاصر، ويعد من أهم السوسيولوجيين الألمان، ومن كتابها
المتميزين، ولد سنة 1897م بألمانيا، وتوفي سنة 1990م بهولندا، بدأت شهرته بعد نشر
دراساته حول سيرورة الحضارة الغربية. ومن أهم مؤلفاته نجد: "السوسيولوجيا
والتاريخ" – "مجتمع الأفراد" – "ما السوسيولوجيا".
إشكالية النص:
ما طبيعة العلاقة القائمة بين الفرد والمجتمع..؟
هل يمكن القول على أنها علاقة احتواء وتكامل أم هي
علاقة انفصال وتنافر..؟
أو بمعنى آخر هل يشكلان جوهرين متمايزين أم هما وجهين
لعملة واحدة..؟
أطروحة النص:
يرى "نوربت إلياس" أنه لا يمكن الفصل بين الفرد والمجتمع، فلا
يوجد مجتمع بدون أفراد، وليس الفرد شيئا بدون مجتمع، فهما وجهان لبنية واحدة، كما
أن العلاقة بينهما هي علاقة تأثير وتأثر، بحيث أن المجتمع يمارس مفعوله في تكوين
شخصية الفرد الذي من شأنه أن يكون فاعلا وليس مجرد مفعول به.
مفاهيم النص:
الفرد: هو كائن مستقل بذاته،
بوعيه وحريته وعواطفه، وله مصالح وحقوق قد تعارض مصالح وحقوق الآخرين في المجتمع.
اللغة: منظومة رمزية خاصة بالإنسان وذات
وظائف تواصلية وتعبيرية ومعرفية، بالإضافة إلى كونها حاملة لثقافة.
حجاج النص:
دعم صاحب النص أطروحته باعتماد تقنيات: الحوار من أجل إعلاء وجهة نظره،
وتفنيد الآراء الأخرى، بالإضافة إلى التمثيل المتجلي في وصف الفرد والمجتمع بوجهي
العملة الواحدة، علاوة على عنصر الاستقراء الذي يصل من خلاله إلى أن المجتمع متضمن
في كل ضمير متكلم فردي أو جماعي.
استنتاج
استهل "نوربرت إلياس" في إطار معالجته للإشكال المطروح بنموذج
لحوار تتضارب فيه الآراء حول علاقة المجتمع بالأفراد، كما وضح العلاقة
الجدلية القائمة بين الفرد والمجتمع، بتشبيهه إياها بالعملة النقدية حيث يكون
الفرد هو في نفس الوقت العملة المطبوعة والآلة الطابعة. فضلا عن ذلك
ف"نا" الدالة على الجماعة تتضمن كل الضمائر الأخرى التي ليست سوى جزء من
الكل، والعلاقات الأساسية التي نعبر عنها بضمائر المتكلم والمخاطب والغائب هي
ضمائر مترابطة فيما بينها، بحيث لا يمكن لأي ضمير أن يوجد بدون حضور الضمائر
الأخرى.
2. موقف أنتوني غيدنز: التنشئة الاجتماعية تساهم في
تعليم الفرد
صاحب النص:
أنتوني غيدنز Anthoni Giddens عالم اجتماع معاصر ولد سنة 1938 يعد من أبرز العلماء
الاجتماعيين في الغرب وأكثـرهم ذيوعا وحداثة، عمل أستاذا لعلم الاجتماع بجامعة كامبريدج،
ثم مدير جامعة لندن للاقتصاد، أصدر ما يزيد عن 35 مؤلفا في العلوم الاجتماعية
ترجمت أعماله إلى ما يزيد عن 36 لغة وكان أول كتاب ترجم إلى العربية هو "علم
الاجتماع".
إشكال النص:
ما المقصود بالتنشئة الاجتماعية..؟ وأين يتجلى دورها في بناء مجتمع
إنساني..؟
أطروحة النص:
حسب أنتوني غيدنز فإن المجتمع يساهم بواسطة التنشئة الاجتماعية في تكوين
الفرد وتلقينه القيم والمعايير التي تشكل أساس هويته الثقافية حيث ينتقل الفرد من
عالمه الفردي إلى العالم الاجتماعي مما يجعل هذه التنشئة الاجتماعية تساهم في
انتقال الثقافة من جيل لآخر.
مفاهيم النص:
التنشئة الاجتماعية: هي العملية التي يتعلم بها الأفراد الجدد أساليب الحياة
في مجتمعهم، وهي بمثابة قناة لنقل الثقافة من جيل لأخر.
حجاج النص:
يدافع أنتوني غيدنز عن موقفه باستعمال مجموعة من الأساليب الحجاجية منها:
ü أسلوب التعريف: حيث حاول تعريف مفهوم التنشئة
الاجتماعية.
ü أسلوب المقارنة: حينما وضع مقارنة بين الإنسان والحيوان.
ü أسلوب التفسير: تفسير العلاقة التي تربط بين
الفاعلين الاجتماعيين.
ü أسلوب التمييز/التقسيم: ميز وقسم مرحلة التنشئة
الاجتماعية إلى مرحلتين أساسيتين، المرحلة الأولية والمرحلة الثانوية.
ü الاستنتاج: أهمية التفاعلات الاجتماعية في تعليم
الفرد منظومة القيم التي تشكل أسس الثقافة.
استنتاج:
التنشئة الاجتماعية هي عملية تكوينية تدريجية، يتعلم من خلالها الفرد جملة
من أنماط التفكير والسلوك والإحساس المكونة للشخصية الأساسية لمجتمع ما، إنها
القناة الأساسية التي من خلالها تنقل الثقافة من جيل لأخر، وهذا لا يعني أن
التنشئة الاجتماعية برمجة ثقافية يكون فيها الفرد مجرد موضوع سلبي يكتفي بتلقي
المؤثرات الاجتماعية، بل إنه ذو نشاط وفعالية ووعي بالذات، الأمر الذي قد يمكنه من
تحويل وتطوير مكتسباته والتأثير بها على محيطه المجتمعي.
والتنشئة الاجتماعية يمكن التمييز فيها بين مرحلتين،
مرحلة التنشئة الاجتماعية الأولية، والتي تقوم بها الأسرة، ومرحلة التنشئة
الثانوية والتي يتدخل فيها مجموعة من الفاعلين الاجتماعيين كالمؤسسات وجماعات
الأقران ووسائل الاتصال والمواصلات.