صوفي لايف

درس الشخص بين الضرورة والحرية / مفهوم الشخص / مجزوءة الوضع البشري


 
فيديو الدرس (حصري على قناة صوفي لايف)

https://www.youtube.com/watch?v=b0147Leslmg&t=90s


ملخص الدرس

مفهوم الشخص 

 المحور الثالث : الشخص بين الحرية والضرورة

تأطير إشكالي للمحور

إن الوقوف على محددات الهوية الشخصية وما يملكه الشخص من قيمة في الوجود والحياة، يقتضي كذلك التعرف على وضعيته داخل هذا الوجود وموقعه بين الضرورة والحرية. مما يجعلنا نتساءل : هل الشخص كائن حر بشكل مطلق أم أنه خاضع لضرورات وإكراهات داخلية وخارجية؟ أم انه يتموضع بين الحرية والاكراه على حد سواء؟

1)- موقف جون بول سارتر

« هذه الوثبة نحو التموضع التي تلقي بنا داخل مجال من الإمكانات نسميها كذلك اختبارا وحرية ».

يؤكد على أن وجود الإنسان يسبق ماهيته، فهو يوجد أولا، ثم بعد ذلك، يفكر فيما سيكون عليه انطلاقا من اختياراته الحرة، إنه مشروع يمتلك القدرة على إلقاء وموضعة ذاته في المستقبل، ثم بعد ذلك يحدد ماهيته ويتحمل مسؤولية اختيارها. 

2)- موقف إيمانويل مونيي

« إن حريتنا هي حرية إنسان في موقف، وهي كذلك حرية شخص تعطى له قيمة».

إن حرية الشخص، ليست ماهية مطلقة ومجردة، بقدر ما هي خاصية وقيمة توضح وجود الشخص في ذاته وداخل الجماعة، وهو أمر يحتم عليه أن يعي شروط وضعه الواقعي ويعمل على تعديلها، أي أن حرية الشخص هي دوما حرية بشروط، لكنها ليست خضوعا للضرورة. 

3)- موقف باروخ اسبينوزا

« تلك هي الحرية الإنسانية التي يتبجح الكل بامتلاكها والتي تقوم فقط في واقعة أن للناس وعي بشهواتهم، ويجهلون الأسباب التي تحددهم حتميا ».

ينتقد التصور العامي والميتافيزيقي الذي يعتبر الإنسان حرا في اختياراته، وفاعلا وفق مشيئته، فهذا ما هو إلا وهم شائع عن وعي الناس بأفعالهم ورغباتهم، وجهلهم بالأسباب الحقيقية المحددة لأفعالهم؛ فالاعتقاد بالتصرف الحر  وفق ما تمليه النفس هو في الواقع وعي بالشهوات وجهل بالحتميات. 

4)- موقف سيغموند فرويد

« هكذا يصارع الأنا وهو محاصر بين ضغط الأنا الأعلى، ومطالب الهو ».

إن الشخص مقيد بمجموعة من الإكراهات الخارجة عن إرادته الخاصة والآتية من اللاوعي (اللاشعور) الذي يشكل الأساس الخفي المتحكم في الذات الإنسانية، والذي يضم ثلاثة قوى نفسية متصارعة فيما بينها هي : الهو، الأنا، والأنا الأعلى. 

5)- موقف محمد عزيز الحبابي

« زيادة على الشخص والكائن، وابتداء من اتصالهما، يمكنني أن أكون إنسانا، أي قيمة يستطيع أن يحققها كل أولئك الذين يصلون إلى نزع (الأقنعة)، نعني شخصيات كل واحد منا ».

إن انتقال الإنسان من وضعية الكائن المتشكل من الفعالية البيولوجية والتنفيذ على غرار الكائنات الحية الأخرى إلى الشخص، يتأتى بوعي الذات لأوضاعها الخاصة والعامة، وذلك وفق ما تمليه النية والقصد الذي يرمي إليه ذلك الوعي، وتبعا للفعل الإرادي للشخص الذي يتجه نحو إنسانيته بواسطة نزع قناع الشخصية عبر عملية التشخصن. 

تركيب عام للمحور

إن حرية الشخص لا تتأتى إلا بمقدرته على تجاوز المحددات والإكراهات الذاتية والسيكولوجية والسوسيولوجية... التي تواجهه، والتي تجعله في محاولة التجاوز هاته مشروط التحرر، ومن ثم فهو يبقي كائنا متنقلا ومتأرجحا بين الضرورة والحرية.

تعليقات حول الموضوع

مواقعنا الإجتماعية

تابعنا على الفيسبوك

اكثر المواضيع تصفحا هذا الاسبوع

اكثر المواضيع تصفحا هذا الشهر

جميع الحقوق محفوظة لمدونة صوفي لايف © 2018