تحليل نص "من أجل سلام دائم": إمانويل كانط / النص الأول من المحور الرابع: الفلسفة والقيم / مجزوءة الفلسفة
المحور الرابع: الفلسفة والقيم/ مجزوءة الفلسفة
النص
الأول: من أجل
سلام دائم: إمانويل
كانط
تقديم:
ليست الفلسفة تفكيرا مجردا من قضايا مجردة، بل هي
تفكير يلامس مختلف القضايا والموضوعات: الأخلاقية،
السياسية، الاجتماعية، الدينية....، ولكن
بطريقة تقوم على التأمل العقلي، في هذا الإطار نجد الفلسفة قد اهتمت ومنذ سقراط
إلى يومنا هذا بالقيم الإنسانية الكبرى مثل: الخير،
الفضيلة، الحرية، العدالة، السلام، الحق.
1.فما هو
موقف الفلسفة والفلاسفة من هذه القيم..؟
2.هل
الفلسفة تدعو إلى قيم الشر والعنف، والظلم والحرب..؟
3.أم أنها
تدعو إلى قيم الخير والعقل، والعدالة والسلام..؟
إشكال النص:
1.أي قيم
تدافع عنها الفلسفة..؟
2.إذا كانت
الفلسفة تدافع عن القيم الإنسانية، فما هي نظرتها للحروب..؟
3.ما هي
الوسائل التي وضعتها لإحلال السلام ونبذ الحروب..؟
4.هل
ينبغي العمل على إذكاء نار الحروب، أم أنه ينبغي تجنبها ومنعها والدعوة إلى إقامة
السلام..؟
أطروحة النص:
يرى كانط على أنه ينبغي العمل على تجنب
الحروب بكل أنواعها ومنع أسبابها وأسباب تكرارها (انعدام
الثقة)، كما ندد أيضا بما
سماه حروب الإبادة، وفي الأخير دعا إلى العمل من أجل السلام الدائم.
مفاهيم النص:
-الحرب: حالة العداء والصراع المسلح بين مجموعتين مسلحتين ومنظمتين على الأقل والتي تسفر عن معارك مسلحة والتي تؤدي إلى التخريب والدمار.
-السلام: حالة الأمة أو الشعب أو الدولة التي ليست في الحرب، ويعني أيضا العلاقات غير الصراعية وغير العدوانية بين الناس، بحيث ينعدم العنف، كما يعني الوفاق والوئام بين مجموعة بشرية تكون متقاربة أو بينها روابط معينة.
حجج كانط:
استعمل صاحب النص مجموعة من الحجاج لتدعيم أطروحته منها على سبيل المثال:
-أسلوب النفي: لا يجوز لدولة في حربها مع دولة أخرى...".
-أسلوب المثال: لمّا قال مثل ذلك، استخدام السفاحين، وداسي السموم...".
-أسلوب التوضيح والتبيين: لمّا قال "حيث لا توجد أي محكمة...".
-أسلوب التعريف: هذا أن حرب الإبادة التي يمكن أن تؤدي...
-أسلوب الاستنتاج: وبالتالي منع استعمال الوسائل التي تؤدي إليها.
استنتاج:
يعد مشروع كانط عن السلام الدائم أبرز ما كتبه في المجال السياسي، وأبرز ما ركز عليه كانط هو أن الحرب ليست ضرورة حتمية لا يمكن تجنبها، لذلك دعا أولا إلى انتظام الأمم في هيئة دولية تتولى المحافظة على السلام العالمي وهو ما تحقق فعلا في القرن العشرين حيث تم إنشاء عصبة الأمم المتحدة سنة 1919م، والأكيد أننا لا يمكن أن نفصل بين دعوة كانط إلى سلام دائم عن فلسفته الأخلاقية والنقدية بصفة عامة.