صوفي لايف

الكتاب الأول "التعصب ورهان المثاقفة: التعصب الديني نموذجا" (2015)


باكورة أعمال الباحث محمد لهلالي . هو مؤلف صدر سنة 2015. يحاول فيه الكاتب بث رسالة مفادها نبذ التعصب والعنف من أجل مستقبل الإنسانية. 
يقول الكاتب في هذا السياق:
في ما يخص أهمية هذا الموضوع،يرى الكاتب أن منبع هذه الأهمية يكمن في ما يفرضه انتشار ظاهرة التعصب من ضرورة تظافر الجهود لمحاولة تقريبها من الفهم، عبر رصد مسبباتها ونتائجها على الفرد والمجتمع، باعتبارها أخطر صور التفاعل بين الأفراد والجماعات، والتي قد تقوض وحدة المجتمع، وتؤثر سلبا على مستقبل العلاقات الإقليمية والدولية، وبالتالي على درجة انخراط المجتمع البشري بكل مكوناته - المختلفة بالضرورة - في بناء الحضارة الإنسانية، ذلك البناء الذي تتكامل فيه الأدوار وتتشارك فيه كل الثقافات بدون استثناء، عن طريق توظيف ما أنتج مسبقا في مختلف الثقافات البائدة، وتشارُك ما تقدمه مختلف الثقافات الحالية في بناء الصرح الحضاري البشري كمشترك إنساني بين كل الأفراد والثقافات.
ويضيف الكاتب أن موضوع هذا الكتاب الموسوم بـ"التعصب ورهان المثاقفة: التعصب الديني نموذجا" (2015) أهمية راهنة، يكمن منبعها في ما يفرضه انتشار ظاهرة التعصب من ضرورة تظافر الجهود لمحاولة تقريبها من الفهم، عبر رصد مسبباتها ونتائجها على الفرد والمجتمع، باعتبارها أخطر صور التفاعل بين الأفراد والجماعات، والتي قد تقوض وحدة المجتمع، وتؤثر سلبا على مستقبل العلاقات الإقليمية والدولية، وبالتالي على درجة انخراط المجتمع البشري بكل مكوناته - المختلفة بالضرورة -  في بناء الحضارة الإنسانية، ذلك البناء الذي تتكامل فيه الأدوار وتتشارك فيه كل الثقافات بدون استثناء، عن طريق توظيف ما أنتج مسبقا في مختلف الثقافات البائدة، وتشارُك ما تقدمه مختلف الثقافات الحالية في بناء الصرح الحضاري البشري كمشترك إنساني بين كل الأفراد والثقافات.       
وقد استهدف هذا المنتوج العلمي الجديد تسليط الضوء على موضوع ليس من السهل الإحاطة بكل عناصره، ويتعلق الأمر بظاهرة التعصب، في علاقتها بالمثاقفة كنوع من التبادل الثقافي بمعناه الإيجابي الذي يفيد الاحتكاك العفوي المتبادل بشكل أفقي يحترم خصوصيات أفراد أو جماعات تؤطرهم ثقافات مختلفة بالضرورة، وإذا كانت ظاهرة التعصب ليست بالموضوع الجديد، وربطها بالدين قد سبقني إليه باحثون كثيرون، فإن الصعوبة تكمن في تخصيص هذا الربط بتلك العلاقة التواصلية التفاعلية (المثاقفة) التي لازال  الكثير من الباحثين - خاصة العرب - يقعون في الخلط بينها وبين عدة مفاهيم أخرى متقاربة أو متقاطعة معها في الدلالة المعجمية والاصطلاحية.
 كما تزداد هذه الصعوبة عند مقاربة التعصب في حد ذاته، ليس في ما يعتري المفهوم من صعوبة في التحديد الإجرائي، ولا في الإلمام بمسبباته، ولا في حصر آثاره، ولا حتى في جرد أنواعه ومجالاته فقط، بقدر ما تتمثل هذه الصعوبة في تدبيره والبحث عن بديل أو علاج له.
كل هذه الحيثيات لم تعجز الكاتب ذ. محمد لهلالي من محاولة خوض مغامرة علمية في مثل هذا الموضوع الشائك. فخرج بخلاصات كان أهمها:
  • الإقرار بكون التعصب ظاهرة يعاني من تبعاتها المجتمع البشري فرادى وجماعات، تتجلى في كثير من المجالات، وقد تولدت عنها أنواع من التعصب متعددة بتعدد هذه المجالات، أبرزها التعصب الديني؛

  • آثار التعصب على الفرد والمجتمع يصعب حصرها، لكنها تكاد تنتظم في مجالات رئيسية هي الاجتماعي والعلمي والسياسي، رغم أن هذا التأثير قد يطال أيضا مجالات أخرى كالاقتصادي والأدبي والرياضي...؛

  • كل النظريات التي قاربت مفهوم التعصب لم تنجح في سبر أغوار هذه الظاهرة؛ لما يميز المفهوم من شساعة، والأهم من هذا أن كل نظرية كانت تقارب مفهوم التعصب من زاويتها الخاصة، وهو الأمر الذي لم يوصل إلى المقاربة الشاملة للمفهوم؛

  •  لم يخل أي دين من الأديان السماوية من التعصب اتجاه غيره، ودليلنا في ذلك هو كثرة الصراعات، وأكثرها تعبيرا عن هذا الحروب الصليبية.

  • لم يقتصر التعصب المذهبي على الفرق الإسلامية بل ميز كل الفرق في كل الأديان السماوية؛ فأنتج مذاهب تعارضت مواقفها، وتحولت اختلافاتها إلى خلافات، فتفرق أتباع كل دين منتظمين في تكتلات لا هامش للتواصل والتفاهم بينها، خاصة منها ما كانت خلافاتها حول ما هو سياسي؛

  •  التعصب الذي يتولد ويتقوى من داخل مؤسسات التنشئة الاجتماعية، يمكن أيضا في معرض مواجهته توظيف والانطلاق من نفس المؤسسات، وعلاجه سيكون لا محالة، بإعادة النظر في الأساليب والمضامين والاستراتيجيات المؤطرة لها، فإن استطاعت هذه المؤسسات زرع تلك القيم في نفوس الناشئة، فأكيد أن حدة التعصب ستفقد الكثير من الدرجات، وسيصبح رجال ونساء الغد متشبعين بالإيجابي من هذه القيم؛ وتكريس المبادئ الراقية من طينة الإيمان بالاختلاف الذي هو أصل في الطبيعة البشرية، والتنشئة على حسن تدبيره لئلا يتحول إلى خلاف، وكل هذه المقاصد تشكل في مجموعها قالب المثاقفة في معناها الذي يفيد الاحتكاك والتواصل الأفقي العفوي بين الأفراد والجماعات، في سبيل تبادل وتفاعل ثقافي يتيح لكل ثقافة التأثير والتأثر بغيرها، ولكل فرد - بما يحمله من حمولات ثقافية - تشارك تجاربه ومواقفه وتصوراته مع الآخر، مادام يحمل ثقافة منها ما هو خاص به فيها.

  • ينطبق رهان المثاقفة هذا على التعصب عموما، بما فيه التعصب الديني بين الأديان السماوية، كما ينطبق أيضا على التعصب المذهبي داخل فرق الدين الواحد؛ سواء كان إسلاما أو يهودية أو مسيحية نصرانية، ولا يكفي مجرد إعلان المثاقفة كبديل وطرح نظري، بل لابد من سعي جاد إلى البحث عن تدابير تنظيمية تؤسس لخطوات إجرائية لمعالجة أسباب الخلافات بين الفرق والمذاهب، مع تخصيص الحديث حول حالة الإسلام الذي يعنينا كدين من جهة، ولأنه عرف أكبر عدد من المذاهب مقارنة مع الأديان السماوية الأخرى من جهة ثانية، وبسبب اتجاه الأنظار إليه في العديد من السياقات التي تولدها ظروف وأحداث خاصة كالإرهاب مثلا، وليس تحديدا؛

  • تستطيع المثاقفة أن تربح الرهان، وتغير في بنية التعصب؛ لتحوله من معناه السلبي في درجاته المرتفعة إلى التعصب بمعناه الإيجابي الذي يفيد الغيرة والنصرة دون الوصول إلى التطرف؛ حيث يمكن للسيكولوجيا المعرفية أن ترفع هذا الرهان بتخصيص بحوث ودراسات معمقة حول أولئك الأشخاص ذوي المستويات المرتفعة من التعصب، للوصول إلى نتائج من خلالها سيتضح كيف يمكن تدبير هذا التعصب كاضطراب في الشخصية.

تعليقات حول الموضوع

مواقعنا الإجتماعية

تابعنا على الفيسبوك

اكثر المواضيع تصفحا هذا الاسبوع

اكثر المواضيع تصفحا هذا الشهر

جميع الحقوق محفوظة لمدونة صوفي لايف © 2018