صوفي لايف

تقديم عام لمجزوءة: الطبيعة والثقافة

 


 

تقديم إشكالي:

إن الإنسان يخضع مثله مثل باقي الكائنات الحية الأخرى لنفس القوانين البيولوجية، متمثلة في: النمو، التغذية والتوالد، لكنه يتميز عنها في نفس الوقت بامتلاكه لنظام رمزي، يشتمل على الثقافة بكل تجلياتها: اللغة، الفن، الأسطورة …، فإذا كان كل مثير تقابله استجابة فورية ومباشرة لدى الحيوان، فإنها تتأجل عند الإنسان، فيدخل النظام الرمزي (الثقافة)، حسب كاسيرر، لكي يملأ هذه المسافة الفاصلة بين المثير والاستجابة، وهكذا فالإنسان ذو طبيعة مزدوجة، فيها بعد طبيعي، يكمن في خضوعه للقوانين الفيزيائية التي تتحكم في المادة، والقوانين التي تتحكم في الكائنات الحية متمثلة في الغرائز وعلى رأسها غريزة البقاء، وبعد ثقافي، يتمثل في العالم الروحي والمعنوي الذي أبدعه لنفسه لتجاوز البعد الأول.

I- مفهوم الطبيعة:

- جاء في قاموس روبير Robertما يلي :الطبيعة هي مجموعة الخصائص التي تحدد كائنا، أو شيئا، ملموسا أو مجردا. هي كل ما يوجد على الأرض، خارج الإنسان. وهي أيضا ما هو فطري في الإنسان يمتلكه منذ ولادته. وما هو خالص، غير صناعي أو مصنع".

- وجاء في المعجم الفلسفي لجميل صليبا مايلي" :الطبيعة هي مجموع ما في الأرض والسماء، من كائنات خاضعة لنظم مختلفة، وهي بهذا المعنى مرادفة للكون".

- وجاء في المعجم الفلسفي لأندري لالاند ما يلي :الطبيعة سمات خاصة تميز فردا ما، من حيث هي خصائص فطرية".

- وجاء فيه أيضا: " الطبيعة هي ما يوجد فينا بحكم الإرث البيولوجي".

استنتاجات:

- يمكن أن نستخرج من الأقوال السابقة مجموعة من التحديدات للطبيعة:

أ- الطبيعة هي الخصائص الثابتة التي تميز كائنا أو شيئا ما بحيث لا يمكن تصوره بدونها، كالاحتراق بالنسبة للنار أو المكر بالنسبة للثعلب.

ب- الطبيعة هي مجموعة الأشياء الخارجية التي لم يتدخل الإنسان في صنعها كالأشجار والجبال مثلا.

ج- الطبيعة هي مجموعة الخصائص الفطرية والغريزية التي تولد مع الإنسان والمشتركة بين جميع الناس، كالأكل والنوم. وبهذا المعنى فالطبيعة هي عكس ما هو مكتسب وثقافي.

د- وتعني الطبيعة أيضا ما هو خالص وغير مصنع، كالعسل الذي لم يضف إليه الإنسان موادا جديدة.

ه- يمكن أن نستنتج من التعريف الوارد في المعجم الفلسفي لجميل صليبا، بأن الطبيعة تعني مجموع القوانين التي تخضع لها الأشياء الموجودة في الكون.

و- يمكن أن نستنتج من التعريف الوارد في المعجم الفلسفي لأندري لالاند، بأن الطبيعة تشير إلى ما هو فطري وموروث وبيولوجي، بخلاف ما هو مكتسب وثقافي.

-IIمفهوم الثقافة:

- جاء في معجم اللغة الفرنسية ما يلي : "الثقافة هي مجموعة من المعارف، و أنماط العيش، و التقاليد الاجتماعية."

- و جاء في قاموس  Robertما يلي : " الثقافة هي تنمية بعض ملكات العقل بتمرينات ذهنية. وتدل أيضا على معارف مكتسبة، علمية أو فلسفية أو عامة. وهي كذلك مجموع المظاهر الفكرية لحضارة معينة، وللحياة في مجتمع. وتقابل الطبيعة."

- ويقول تايلور: "الثقافة كل مركب يشتمل على المعرفة، والمعتقدات، والفنون، والأخلاق، والقانون، والعرف، وغير ذلك من المقدرات والعادات التي يكتسبها الإنسان بوصفه عضوا في مجتمع."

استنتاجات:

تشير الثقافة إلى ما هو مكتسب من معارف، ومعتقدات اجتماعية، وأنماط عيش مختلفة. وتختلف الثقافة من مجتمع لآخر. ولذلك فهي ترادف أحيانا مفهوم الحضارة. فكيف يمكن إذا التميز بين ما هو طبيعي وما هو مكتسب؟ ولمعالجة هذا الإشكال، لابد من الإجابة على الأسئلة التالية:

v  ما هي مظاهر الثقافة عند الإنسان؟

v  وما العلاقة التي تربط الطبيعة بالثقافة؟

v  وكيف يتفاعل الإنسان مع الطبيعة؟

v  وما هي مظاهر تعدد الثقافات واختلافها؟

تعليقات حول الموضوع

مواقعنا الإجتماعية

تابعنا على الفيسبوك

اكثر المواضيع تصفحا هذا الاسبوع

اكثر المواضيع تصفحا هذا الشهر

جميع الحقوق محفوظة لمدونة صوفي لايف © 2018