مدخل عام للـــمـــفـــهـــوم الـــثـــانـــي: الـــرغـــبـــة.
مدخل:
يعتبر الإنسان حيوانا راغبا؛ له حاجات بيولوجية غريزية مثله مثل الحيوانات الأخرى، لكنه يتميز عنها بالرغبة لأنه يسعى إلى تحقيق حاجاته بأشكال وفي أوقات مختلفة، وبحسب ما يريد.
و هذا يعنى أن الرغبة لها علاقة و طيدة بالإرادة و العقل . فكيف تتحدد هذه العلاقة ؟ و هل يمكن الوعي بالرغبة و معرفة الدوافع الحقيقية لها ؟
هناك غموض يكتنف الرغبة، فهي ترتبط بالأبعاد الأساسية للإنسان؛ بجسده، وانفعالاته الوجدانية، و إرادته العاقلة. هكذا فللإنسان رغبات و جدانية و اجتماعية و جمالية و غيرها.
من هنا تحتل الرغبة مكانة هامة في حياة الإنسان، وتتجلى في مختلف مظاهر و أنماط عيشه. و الغاية الأساسية من مختلف رغبات الإنسان هي تحقيق اللذة و الراحة و البهجة. فما علاقة الرغبة بالسعادة ؟ و هل يمكن للإنسان أن يكون سعيدا بدون إرضاء جميع رغباته ؟
لمعالجة هذه الإشكالات المرتبطة بالرغبة سنتناول المحاور التالية : الرغبة و الحاجة . الرغبة و الإرادة. الرغبة و السعادة.