صوفي لايف

المحور الأول: ماهية التقنية - مفهوم التقنية والعلم - مجزوءة الفاعلية والإبداع






مجزوءة الفاعلية والإبداع / مفهوم التقنية والعلم


مدخل عام: 


إذا كان الإنسان كائنا واعيا وراغبا واجتماعيا بطبعه، فهو أيضا كائن فاعل وصانع ومبدع. وتتجلى فاعليته الإبداعية على مستوى الطبيعة من خلال سعيه الدائم إلى رسم ذاتيته عليها، والعمل على تغييرها والاستفادة من طاقاتها من خلال ما يخترعه من آلات تقنية. كما تتجلى هذه الفاعلية من خلال الشغل الذي يعتبر خاصية إنسانية، وفاعليته تُدخِل الإنسان والطبيعة في علاقة منتجة لقيم نافعة. وتتجلى أيضا هذه الفاعلية أيضا في الإبداعات الفنية التي يسعى الإنسان من خلالها إلى إبداع عوالم رمزية جديدة، كعالم الشعر والمسرح والرواية وغير ذلك. هكذا فالإنسان يسعى من خلال كل هذه الأشكال الإبداعية إلى تجاوز حالات النقص التي تميز وجوده، كما يطمح من خلال ذلك إلى إبراز قدراته وتأكيد ذاته سواء في علاقته بالطبيعة أو مع الآخرين.


المحور الأول: ماهية التقنية


الإشكال المحوري


-ماهي التقنية ؟


-ما الذي يجعل التقنية خاصية إنسانية ؟


-ما الفرق بين التقنية عند الإنسان و تلك الموجودة عند الحيوانات ؟


تحليل نص شبنغلر: مفهوم التقنية


إشكال النص:


ما التقنية؟ وما الفرق بين التقنية عند الإنسان والتقنية عند الحيوان؟


وبأي معنى يمكن اعتبار التقنية خاصية إنسانية؟


أطروحة النص:


تعتبر التقنية خاصية إنسانية مرتبطة بالوجود الإنساني منذ القدم. وإذا كنا نتحدث عن التقنية عند الحيوان، فهي تظل مجرد خطة حيويّة للدفاع عن نفسه، كما أنها محكومة بمحددات غريزية، بينما ترتبط التقنية عند الإنسان بالعقل والفكر مما يجعلها خطة للحياة؛ أي أنها استراتيجية هادفة وموجهة للسلوك البشري.


مفاهيم النص:


المفهوم


الوظيفة


الهدف


الكائن الحي


خطة حيوية


الغريزة


حيوي مرتبط بالحفاظ على بقاء الجسم


الحيوان


خطة حياة


الفكر / التأمل


تنظيم الوجود الإنساني


الإنسان


حجاج النص:


للدفاع عن أطروحته القائلة بأن التقنية هي خطة حياة، استخدم صاحب النص مجموعة من الأساليب الحجاجية ارتكزت على الدحض والإثبات والمقارنة:


أسلوب


المؤشرات اللغوية الدالة عليه


مضمونه


 


 


الدحض


- ألا ننطلق من .... ولا من المفهوم الخاطئ بل... يظهر لنا الخطأ الثاني.... لا نفهم التقنية من خلال...إن ما يهم ليس... ولا... بل...


دحض صاحب النص تصورين خاطئين للتقنية؛ الأول يرى أن هدف التقنية هو صنع الأدوات والآلات، والثاني يفهمها من خلال الوظائف التي تقوم بها الآلات وكيفية استخدامها.


 


 


 


الإثبات


إن التقنية ترجع في الواقع إلى -... وإذا أردنا أن ... فعلينا الانطلاق من - ...إنها -... إن التقنية هي -... إن كل آلة -.... كل وسائل نقلنا ولدت انطلاقا من...


- التقنية تعود إلى أزمان غابرة. - دلالة التقنية مرتبطة بالروح أو النفس، وهي ما يجعلها بالمعنى الدقيقة خاصية إنسانية. - التقنية في مستواها الإنساني هي خطة حياة؛ أي أنها تلك المخططات الفكرية والتأملات التي تسبق صنع الآلات. - التقنية ليست أدوات و موضوعات، بل هي أفكار تحدد أهدافا مرسومة سلفا لتلك الأدوات والموضوعات. - كل آلة هي نتاج لسيرورة من التأملات التي تسبق وجودها وتحدد أهدافها مسبقاٌ.


 


أما أسلوب المقارنة فكان بصيغتين:


أ‌- المقارنة بين نمط حياة الحيوان ونمط حياة النبات: بغرض إثبات أن التقنية تميز حياة الحيوان دون النبات؛ لأن الأول يفعل في الطبيعة ويمتلك استقلالا إزاءها، وهنا تظهر فاعلية الحيوان، بينما لا يتمتع النبات بهذه الخاصية.


ب‌- المقارنة بين الإنسان والحيوان: والغرض منها هو تمييز التقنية عند الإنسان عنها عند الحيوان؛ فهي عند الحيوان مجرد خطة حيوية، أي سلوكات غريزية هدفها الحفاظ على بقاء النوع. أما عند الإنسان فتعتبر التقنية خطة للحياة، أي أنها مرتبطة بالفكر وقائمة على التأمل ورسم أهداف للسلوك البشري.


 خلاصة موقف شبنغلر:


التقنية عند الحيوان مرتبطة بالغريزة فقط، فهي مجرد عمليات وسلوكات غريزية يقوم بها الحيوان من أجل المحافظة على وجوده الطبيعي، أما عند الإنسان فالتقنية ترتبط بالفكر والعقل؛ فهي تلك التأملات والمخططات والاستراتيجيات الفكرية التي تقف وراء السلوكيات البشرية وترسم لها غاياتها التقنية / الآلة. يرى " شبنغلر " أن هدف التقنية ليس هو صنع الأدوات والآلات في حد ذاتها. كما يرى أنه لا ينبغي فهم التقنية من خلال وظيفة الأداة، بل ينبغي اعتبار التقنية خطة حياة؛ أي أنها تلك الأهداف والمخططات والاستراتيجيات التي تقف وراء صنع الآلات. وهذا يعني أن التقنية هي فكر وسلوك هادف وليست مجرد موضوعات أو آلات خارجية.


تحليل نص مارتن هايدغر: ما التقنية؟


إشكال النص:


أين تكمن ماهية التقنية؟


أطروحة النص:


لا تتحدد ماهية التقنية حسب هايدغر في اعتبارها أدوات وآلات ناتجة عن العلم، وعن سيطرة الإنسان باعتباره سيدا على الطبيعة، بل إن ماهية التقنية تكمن في اعتبارها نمط وجود إنساني لم يعد الإنسان يتحكم فيه، بل أصبح خاضعا للفكر التقني الذي يسعى إلى الكشف عن أسرار الطبيعة واستخراج مواردها.


مفاهيم النص:


*التقنية / العلم : العلم لا يؤسس التقنية، بل على العكس من ذلك إن جذوره توجد في جوهر التقنية.


*التقنية / الإنسان : لم يعد الإنسان حسب هايدغر كائنا حرا صانعا للأدوات و متحكما فيها و يسخرها لتحقيق غاياته. بل إن هذا البعد الغائي يختفي في التقنية في صورتها المعاصرة، ليحل محله البعد الآلي الذي أصبحت معه للتقنية منطقها الخاص الذي ينفلت من سيطرة الإنسان.


*التقنية / الحدوث/ الكون : الحدوث هو كشف ومساءلة للطبيعة من أجل استخراج طاقاتها ومكنوناتها اعتمادا على نوع من القسر والتحريض والاستثارة.


حجاج النص:


اعتمد هايدغر في عرض أطروحته على أسلوبي الإثبات والنفي:


 


 


أسلوب


المؤشرات اللغوية الدالة عليه


مضمون الأسلوبين الحجاجيين


 


الإثبات


 


-إن تحديدي لماهية التقنية هو ...


-إنني أرى أن... وأن أمرا... وأن هذه العلاقة...


-أرى في ماهية التقنية...


-التقنية هي التي تؤسس العلم وليس العكس.


-الإنسان لا يتحكم في التقنية بل إنها تتجاوزه.


-التقنية هي كشف لأسرار الطبيعة وطاقاتها.


-لا يدين هايدغر التقنية ولا يرفضها، بل يريد فقط أن يعرف ماهيتها وحقيقتها.


 


النفي


 


-وليس العكس ...


-...لا مجال للحديث عن...


-...لا يمكن أن يتم ذلك...


 


خلاصة موقف هايدغر


-ينفي هايدغر أن يتم فهم ماهية التقنية في إطار علاقة الذات بالموضوع؛ والذات هنا هي الإنسان، والموضوع هو التقنية. ومعنى النفي هنا هو أن التقنية لا تتحدد من خلال سيطرة الإنسان على الآلات التقنية وتسخيرها لغايات يرسمها بشكل حر، بل إن التقنية انفلتت من مراقبة الإنسان، وأصبح لها مسارها ومنطقها الخاص الذي يتجلى في الكشف عن الطاقات الموجودة في الطبيعة بشكل تراكمي ولا محدود.


خلاصة عامة للمحور


يتعلق هذا المحور بإشكال رئيسي هو تحديد ماهية التقنية: فما هي التقنية؟ وبأي معنى يمكن اعتبارها خاصية إنسانية؟ في إطار الإجابة على هذا الإشكال تعرفنا على أطروحتين متكاملتين: الأولى لأوسولد شبنغلر وفيها يعتبر أن التقنية قديمة، وأنها تميز نمط حياة الحيوان عن نمط حياة النبات، إذ أن الأول يمارس فاعليته على الطبيعة في حين أن الثاني يستسلم لقوانينها. غير أن شبنغلر يميز بين التقنية عند الإنسان باعتبارها خطة للحياة وممارسة فكرية هادفة، بينما تظل التقنية عند الحيوان مجرد خطة حيوية؛ أي نظام للسلوك مرتبط بمحددات غريزية. أما الأطروحة الثانية فهي لمارتن هايدغر الذي يلتقي مع شبنغلر في التأكيد على أن التقنية ليست مجرد أدوات أو آلات، بل هي ذلك الفكر الذي يرتبط بالعلم، والذي أصبح يسيطر على الحياة الإنسانية، والذي يتميز بسيرورة خاصة به هدفها الرئيسي هو استفزاز الطبيعة وتحريضها وإرغامها على البوح بأسرارها وطاقاتها الخفية.



تعليقات حول الموضوع

مواقعنا الإجتماعية

تابعنا على الفيسبوك

اكثر المواضيع تصفحا هذا الاسبوع

اكثر المواضيع تصفحا هذا الشهر

جميع الحقوق محفوظة لمدونة صوفي لايف © 2018