أحدث المقالات والدروس

المحور 2: الــــوعي والـــــلاوعي / أداب

author image


المحور 2: الــــوعي والـــــلاوعي

تأطير إشكالي:

 رأينا في المحور السابق أن للإنسان وعي، سواء تمثل هذا الوعي في صورة إدراك حسي أو نشاط فيزيولوجي أو تمثل في صورة إستبطان يحيل على تفكير الذات في ذاتها. إلا أن وجود ظواهر في ذات هذا الشخص مثل النسيان أو الأحلام يجعلنا نفترض وجود أساس آخر لهذه الذات قد يكون له تأثير أبلغ من الوعي. لذلك نستفهم: ما الأساس الذي يقوم عليه وجود الذات، هل هو الوعي أم اللاوعي(اللاشعور)؟ من منهما أوسع منطقة في الكيان النفسي للفرد؟ بأي معنى نفهم أن اللاشعور هو الواقع النفسي الحقيقي؟ إلى ماذا يمكن أن نعزو مشكلات الحلم إذا لم نعزوه للحلم ذاته أو لعمل اللاشعور؟ كيف يلهو الحلم بتصوير الجسد تصويرا رمزيا؟  

تــحليل نــص فــرويدS.Freud 1856- 1939 :

*(ص16 من مقرر الآداب والعلوم الإنسانية/ ص18 من مقرر العلميين)

إشـــــكالية النص:

ألا يمكننا أن نبالغ في تقدير خاصية الشعور لتفسير نشأة ما هو نفسي في الفرد؟ لماذا علينا أن نفترض أن اللاشعور هو الأساس العام للحياة النفسية؟ هل يمكن الحديث حقا عن تقلص التقابل القديم بين الحياة الشعورية والحلم إلى أبعاده الصحيحة؟ كيف تفصح التخييلات اللاشعورية عن نفسها في الأحلام والمخاوف الهستيرية؟

أطـــــروحة النص:

ليس الوعي سوى أضيق منطقة نفسية لا تمارس أي تأثير على الذات بقدر ما يمارسها اللاشعور عن الحلم وغيره مما يدل على أنه أبلغ تأثيرا في تشكيل شخصية الفرد وتوجيه سلوكاته.

أفــــكار النص:

* إفتراض وجود أساس لاشعوري للذات له ما يبرره، إذ يحتل اللاشعور المساحة العظمى داخل الشخصية.

* تقلص التقابل القديم بين الحياة الشعورية والحلم إلى أبعاده الصحيحة بعد إثبات وجود التأثير القهري للاشعور على الذات، مما يجعل لغز الأحلام منفكا برده إلى عمل اللاشعور نفسه.

* تنتج الأحلام كتعبير رمزي مقنع عن تخييلات لاشعورية تتحكم فيها إندفاعات جنسية تفسر وجود المخاوف الهستيرية والأمراض النفسية الأخرى وليس الحلم فقط.

أمـــــثلة:

 *  الطفل الذي رأى تفاحة لذيذة أثناء النهار وهو يمر بمحل خضار فلم يجد سبيلا إلى أكلها، يحلم أثناء النوم أنه يقضمها قضما ويلتهما إلتهاما.(الحلم).

*  في حفل بهيج، قام أحد المرؤوسين لقول كلمة في حق رئيسه في العمل المحتفى به والذي كان يكرهه كرها شديدا لكنه لم يستطع أن يصرح بشعوره هذا مخافة أن يفصله رئيسه عن العمل. وفي اللحظة التي كان عليه أن يقول فيها: “نحن فخورون بحضور رئيسنا” قال”نحن فخورون بفقد رئيسنا!”(فلتة لسان).  

أســـــاليب النص ووظائفها:

(أنظر نص فرويد: فرضية اللاشعور، ص16 من مقرر الآداب والعلوم الإنسانية/ ص18 من مقرر العلميين)

مـــناقشـــة:

نــــص هوســــرلE.Husserl 1859- 1938 :

*( ص17 من مقرر الآداب والعلوم الإنسانية)

أطـــــروحة النص:

الوعي هو ما يحدد وجود الذات، غير أن هذا الوعي يتسم بصفة جوهرية، تعدل من مفهوم الأنا أفكر الديكارتية، وهي كونه يقصد شيئا ما يفكر فيه.

أفــــكار النص:

* كل نشاط يقوم به الوعي أو الأنا أفكر فإنه يقصد شيئا يتخذه موضوعا لهذا النشاط، سواء كان هذا الموضوع موجودا في الواقع أو كان متخيلا.

* إن جميع حالات الوعي(الإدراك، التذكر، التخيل، الحكم الجمالي…) هي حالات قصدية، بمعنى أنها حالات تستهدف بالضرورة الشيء الذي يكون موضوعا لحالة من هذا الحالات، وبذلك يكون الأنا أفكر قد حمل في ذاته الشيء المفكر فيه.

أمـــــثلة:

  إذا كنت أتذكر فأنا لا أتذكر الفراغ بل أتذكر يوم حصلت على الجائزة الأولى في المسابقة الثقافية التي نظمت في السنة السابعة ثانوي إعدادي، كما أنني أهوى ممارسة فنون الحرب، وأحب قراءة قصص أغاتا كريستي.


تــــــركيب:

من خلال ما تقدم، نخلص إلى وجهتين، الأولى ترى في الشخص مجرد كائن خاضع لسلطة اللاشعور إذ تتقاذفه ظواهره كالحلم والنسيان والفوبيا، والثانية ترى في الشخص ذاتا مفكرة وواعية تقصد دوما شيئا ما تفكر فيه وتتأمله. فما الحجم الحقيقي الذي يحتله الوهم في حياة الناس الواعية وفي واقعهم المعيش؟